السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله خالقنا ، حمداً يليق بجلال إسمه العظيم
والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيد الأولين
والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
وبعد
أحبتي وأخوتي أبعث لكم أرق وأعذب التحايا ، دائما نشتاق
لصحبتكم والتحاور معكم وتبادل الأفكار والآراء والأطروحات
من خلال برنامجكم المحبوب ركن الشباب ،،،
الذي يسلط الضوء على إحدى القضايا الشبابية الأسبوعية
لنتدارسها سويا بين أروقة هذا البرنامج ومحاوره آملين الإستفادة
للجميع،،
فالبرنامج بكم يزهو وبتفاعلكم ينجح أيها الرائعون
شباب لم يدركوا معنى الإستقلال
فهاموا في ظلمات الضياع و التقليد وتاهوا في متاهات الحداثة
كل ذلك يحدث في عالم الشباب المراهق و الطائش ،
بالتأكيد كل ذلك له أسبابه ومسبباته
وأيضا لابد لهذه الظاهرة ان يكون لها حلول مقترحة
نتعرف عليها في هذا العدد
من برنامجكم ركن الشباب
،،
لنبحر في رحاب برنامجنا
ّّ ورقة بيضاء ،فلتمنح قلمك حريته،،
عنوان حلقتنا لهذا الأسبوع
(الشباب بين التمرد و الاستقلال)
بشكل طبيعي و قريب إلى الفطرة تجد كل الشباب يسعون للتمتع بالحياة من خلال الاستقلال والمطالبة بالحرية في شؤونهم الخاصة ، فهم يعتبرون ذلك من أقصر الطرق إلى تأكيد الذات ، وإثبات الشخصية,كما أن إحساسهم بالوصول الى مرحلة الرجولة أو الأنوثة الكاملة يجعلهم يرغبون فِي تجاوز حالة الاعتماد الناتجة عن العيش في ظل العائلة والأسرة بضوابطها التقليدية.
ولعل الطريق الذي يسلكه معظم الشباب لتحقيق الاستقلال والتحرر هو
التمرد على العادات والتقاليد المورثة من الأجداد و الآباء ، وعدم الامتثال للأوامر الصادرة من الوالدين أو المربين ، ومحاولة الظهور بمظهر الكبار واستخدام الخشونة والقوة للحصول على الرغبات والحاجات ، وممارسة العناد تجاه الأشياء المختلف عليها و التشبث بالرأي حتى وإن كان فِي ذلك مجانبةٌ للصواب .. إلى غير ذلك من مظاهر التمرد التي يلجأ إليها المراهقون والشباب للتعبير عن الرغبة في الاستقلال والتحرر من كل القيود والضوابط العائلية والاجتماعية.
إن الرغبة في الاستقلال عن الأسرة و العائلة بمفهومها العام هي أمر إيجابي إذ سيخول للشاب الاعتماد على نفسه و تكوين شخصية عصامية مستقلة كليا عن الأهل كما سيعمل على تنمية ثقته بنفسه و صقل شخصيته و يمكن أن نسمي هذا الاستقلال بالإيجابي.
أما إن كان الاستقلال ينحو منحى الغرور والعجب الزائد بالذات و النفس وعدم طاعة و إحترام الوالدين أو المربين والمعلمين وعدم الاهتمام بالآخرين ، والتمرد على كل القيم والضوابط الاجتماعية والاخلاقية المتوارثة فهذا ليس إستقلال بقدر ما هو انتحار.
هنا يتقمص الإستقلال وجهين كغيره من الأشياء :
واحد سلبي و الآخر إيجابي.
و هنا يجب أن يظهر دور المجتمع المحيط بهؤلاء الفئة المهمة في تنمية الرغبة في الاستقلال والتحرر عند جيل الشباب ولكن ضمن الضوابط والقيود الشرعية والأخلاقية والاجتماعية كما أنه من الضروري ترشيد توجيهات الشباب بحيث تكون باتجاه الحق والخير والصلاح، وأن يكون مفهوم الاستقلال والتحرر عند الشباب يعني الاعتماد على الذات وبناء الشخصية واستثمار المواهب والقدرات والإمكانات في البناء والعطاء والإنتاج بما يعود عليه وعلى المجتمع ومسيرة الأمة بالنفع والفائدة.
و السؤال الذي يطرح نفسه و بقوة هل فعلا المجتمع و
الأهل يفكرون و يعملون على مساعدة الشباب على
الاستقلال و تكوين شخصية قوية و منضبطة؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولن يمر أي مبدع ومحاور في برنامجنا بدون تكريم حتما ، حيث سيكون
لأصحاب الردود الحوارية المبدعة هذا الوسام تكريما
لعطائه وتألقه معنا
الأحد أكتوبر 16, 2011 3:21 pm